قوم صالح -عليه السلام- هم قبيلة "ثمود" وهي قبيلة عربية، تشبه قبيلة "عاد" في نواحٍ عديدة، فهي من العرب العاربة، سكنت شمال جزيرة العرب في منطقة تعرف بـ "الحجر" الواقعة بين الحجاز والشام، واشتُهرت بحضارتها الزاهية، في جوانب الحياة المختلفة.
فلهم حضارتهم الزراعية؛ حيث الجنات، والعيون، والزروع المختلفة والنخيل بثمره الوافر، وفوائده الكثيرة.
وكانت لهم حضارتهم العمرانية، فقد أسسوا الأبنية الفارهة، حيث كانوا يسكنون في الصيف بيوتا أقاموها في أعالي الجبال، وفي الشتاء يسكنون في بيوت نحتوها في باطن الجبال.
إن البيوت المنسقة المنحوتة تحتاج إلى رقي علمي، وتقدم صناعي تمكنت منه قبيلة ثمود.
وكانوا يتمتعون بطاقة عقلية متقدمة, يقول الله عنها:{وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} ١ أي: يتمكنون من البصر، والنظر، والتدبر، إلا أن الشيطان زين لهم أعمالهم وألهاهم بالشهوات، وصدّهم عن الحق، فكفروا بأنعم الله، وعبدوا الأصنام من دون الله تعالى.
وكان الأولى بهم أن يستفيدوا بقدراتهم العقلية, لكنهم وجهوها في الجدل العقيم، ومحاولة الرد على دعوة صالح -عليه السلام- بالمزاعم الباطلة، والشبهات الزائفة.