للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الركيزة الثالثة: أثر الإيمان]

الإيمان بالله تعالى، والاستجابة الصادقة لدعوة الرسول، من أهم عوامل تأليف القلوب، وتحقيق الوحدة بين المؤمنين؛ لأن هذا التآلف جزء من الإيمان نفسه، وحين يعجز المؤمن عن تحقيقه في ذاته، فعليه أن يتهم نفسه بضعف الإيمان؛ لأنه لو صدق في إيمانه لشعر بأخيه المؤمن جزءا متمما لإيمانه، فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ١.

وفي قصة نوح -عليه السلام- ما يؤكد قوة الرابطة الإيمانية، وضرورتها للتآلف، وتحقيق التماسك بين المؤمنين؛ لأنها لو فُقدت فلا قيمة لأية رابطة، وبخاصة مع المؤمنين، يقول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٢.


١ صحيح مسلم بشرح النووي, باب تراحم المؤمنين ج٥، ص٤٤٧ ط دار الشعب.
٢ سورة المجادلة آية: ٢٢.

<<  <   >  >>