عاش يوسف في السجن مدة، ومع ذلك لم ينس أنه صاحب عقيدة صحيحة, وأن عليه أن يوصلها للناس؛ ليؤمنوا بها، ويتحولوا إلى الالتزام بتعاليمها.
وهذا مسلك الداعية دائما مع دعوته؛ لأنه يعيش لها، وبها، ولا يرى لنفسه وظيفة سواها.
ونتصور يوسف -عليه السلام- ينشر دعوته بين المسجونين، بعدما عرف بينهم بالصلاح والخلق الكريم.
صحيح أن القرآن الكريم عرض صورة واحدة للدعوة قام بها يوسف مع صاحبيه، لكني أعتبر هذه الصورة نموذجا لسلوكه في السجن مع الناس، وآثر القرآن ذكر هذا النموذج تصويرا لمسار يوسف مع الدعوة، ومعلما رئيسيا في حياته، وفي نفس الوقت ففيه الغناء لإعطاء تصور كامل عن منهج دعوته "عليه السلام".