للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- استسلام العامة:

والعامة هم الجمهور العريض من الناس، وهم الضعفاء الذين يعملون في خدمة الملأ، والسلطان، وقد جبلوا على الخضوع، وبرغم تملكهم للكثرة العددية، إلا أنهم ينتظرون دائما من يساعدهم، ويوجههم.

والعامة أصناف كثيرة، فمنهم أرباب الحرف، وأهل الصناعة، ورجال الزراعة، وطوائف المهن المختلفة.

ودعوة هؤلاء تحتاج إلى معايشتهم على تنوعهم، واختلافهم، والعمل على كسب ثقتهم، والدخول في دعوتهم شيئا فشيئا؛ لأن آذانهم تسمع من العلماء، ومن غيرهم ... وأي استقامة لديهم تحتاج إلى رعاية، وحماية.... لأن الجبابرة الذين يستعبدونهم يعملون باستمرار على إضلالهم، وإقناعهم بما هم فيه من ضعة، وهوان.

كان فرعون يقول لهم: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ١، ويقول عن موسى: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} ٢، وكأنه ساع لمصلحتهم، عامل على رفعتهم، وسعادتهم.

وقد قص القرآن الكريم بعض حوارات الكبار والضعفاء من أتباع الرسل، فقال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} ٣.


١ سورة القصص آية "٣٨".
٢ سورة غافر آية "٢٦".
٣ سورة الأعراف الآيات "٧٥، ٧٦".

<<  <   >  >>