الله عنهم:{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} ١ فتمسكوا بأصنامهم، وعلى رأسها هذه الأصنام الخمسة المذكورة لأنها أكبرها، وأكثرها أتباعا، وواجهوا حركة نوح عليه السلام بالدعوة باتهامه بالكذب والسفاهة، والجنون، ولم يرتضوا أن يكون الرسول بشرا، في الوقت الذي ارتضوا فيه أن يكون الله حجرا أو حيوانا.
و"عاد" هي الأخرى عبدت الأصنام، ونسيت الله، وحقوقه، فكان ردهم كقوم نوح تماما، فاتهموا هودا بخفة العقل، والكذب، ومخالفة أبائه السابقين.
و"ثمود" كذلك كانت على نمط من سبقوهم في الكفر، والضلال، ولما دعاهم صالح عليه السلام أبوا واستمروا على ضلالهم.
وهكذا كان كل الأقوام مع رسلهم، في رفضهم الدعوة، واتهام الرسول، والتشبث بمواريثهم، وضلالهم..... ولقد كان للقوم منطق واحد في ضلالهم، وكفرهم.
لقد عبدوا الأصنام، والأوثان، ورفضوا عبادة الله وحده، متعللين بأسباب واهية.
قالوا: إن مواريث الآباء في عبادة الأصنام أولى بالاتباع؛ لأن الأباء ما عبدوها إلا عن اقتناع بها، فكيف لهم ترك ما كان عليه الآباء والأجداد.
وقالوا: إن عبادة عدد من الآلهة أفضل من عبادة إله واحد؛ لأن الكثرة والتعدد أحق من التوحد، وكأنهم في سوق يبيعون ويشترون.
وقالوا: إن تعدد الآلهة يساعدهم في العبادة؛ لأنهم يصطحبون الإله معهم أينما ذهبوا وأينما حلوا.
وقالوا: إن الأصنام آلهة صغرى، نراها، ونلمسها، وبها نتقرب إلى الله الأعظم، يشير الله تعالى إلى هذه العلل الواهية، فيقول تعالى: