للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} ١، ويقول تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ، إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} ٢ ويقول تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ٣.

وكل هذه الافتراءات، والمزاعم الباطلة تعود إلى الجهل، والكبرياء والاستغراق في الهوى، وحب الشهوة، وحب السيطرة والاستعلاء.

فهم بكبريائهم يعتزون بأبائهم، ويتمسكون بما ورثوه منهم، وكأنه الحق الذي لا تجوز مخالفته رغم وضوح فساده، وضلاله.

وبسبب هذا الكبر نجدهم لا يهتمون بدعوة الرسول إليهم لكونه رجلا عاديا، من عامتهم.

وهو بجهلهم يعبدون أصناما لا تضر، ولا تنفع، ولا تسمع، ولا تتكلم، ولا تملك من أمر نفسها شيئا، ولا تدفع عن نفسها ضرا، وأهملوا عبادة الله الذي خلقهم، ورزقهم، وهو الذي أحياهم، وسوف يميتهم.

وبجهلهم تصوروا أن كثرة الحجارة تعطي معنى آخر، مع أن هو حجر واحدا كان أو عددا.

وبجهلهم اعتبروا الألوهية سلعة كسائر السلع، ولذلك فضلوها عددا وكثرة ومن حبهم للهوى أنهم فضلوا صناعة آلهة متعددة بأيديهم، واصطحابها في سفرهم، ورحلاتهم ليسعدوا بها، ويعيشوا معها.


١ سورة الأعراف آية "٧٠".
٢ سورة الشعراء الآيات "١٣٦، ١٣٧".
٣ سورة ص آية "٥".

<<  <   >  >>