للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لآلهتهم أعياد، وطقوس، وقربات، يقومون بها لكسب نفع، أو دفع ضر.

لقد أقام إبراهيم ومن معه بأرض الشام مدة من الزمن، حتى نزل ببلاد الشام قحط شديد أدى إلى أن يرحل إبراهيم ومعه سارة إلى مصر، ودخلا قرية يحكمها جبار من الجبابرة.

وكان المصريون يعبدون الأشخاص، والأصنام، والأنعام، إلا أن إبراهيم -عليه السلام- لم يمكث مع المصريين طويلا، فرحل منها بعد أن نجى الله سارة من طغيان الجبار، ومحاولة اعتدائه عليها، وأهداها هاجر حين أخافه الله منها.

ورجع إبراهيم إلى بلاد الشام مرة ثانية قريبا من بيت المقدس، وتنقل بين قراها, فسكن بلدة السبع وحفر بها بئرا، وبنى مسجدا، وسكن ببلدة بين الرملة وإيليا هي مدينة الخليل الحالية، وكانت تسمى "حبرون", وبينها وبين بيت المقدس مسيرة يوم.

واستقر إبراهيم في بلاد الشام ومعه زوجته، وجاريتها هاجر، ومعهما لوط وزوجته، وعن هذه الإقامة يقول الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} ١، وهذه الأرض هي أرض بيت المقدس؛ لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ٢.

ولم يستمر لوط -عليه السلام- مع إبراهيم -عليه السلام- في منطقة بيت المقدس، بل تركها وذهب إلى "سدوم" التي تقع شرقي البحر الميت, حيث بلغ الناس دعوة الله، وكان قريبا من إبراهيم، عليه السلام.


١ سورة الأنبياء آية: ٧١.
٢ سورة الإسراء آية: ١.

<<  <   >  >>