وبعد عودة إبراهيم وزوجته من مصر، وهبت سارة جاريتها هاجر لإبراهيم لتلد له ولدا، فلما تزوجها حملت وولدت إسماعيل, فتعلق قلب إبراهيم بولده، فغارت سارة وتألمت، وطلبت من إبراهيم أن يسكنها وولدها بعيدا، فأمره الله بإسكانهما مكانا هو مكان مكة المكرمة الحالية.
رحل إبراهيم -عليه السلام- إلى بلاد الحجاز، وأسكن هاجر وإسماعيل في مكان اختاره الله له، ثم عاد إلى الشام, وكان يزور ولده إسماعيل وأمه هاجر، حيث مقامهما في بلاد الحجاز، بين الحين والحين، كما كان يزور لوطا في قرية "سدوم", وهي إحدى قرى "غور زغر" وكان أهلها كفارا فجارا.
وصار لإبراهيم -عليه السلام- جيش قوي ببيت المقدس, وتبعه ملوك بيت المقدس, واستقر بها صلوات الله وسلامه عليه.
وحينما نعلم أن إبراهيم -عليه السلام- أرسل لقومه خاصة، فعلينا أن ندرك أن المراد بقوم النبي هم أهله الأقربون، والمقيمون معه، والمتكلمون بلغته، وبذلك يتضح أن قوم إبراهيم -عليه السلام- الذين دعاهم هم الكلدانيون، والكنعانيون، ومن عاش معهم وتكلم بلغتهم.