ولتجمع أهل القرية على فعل الخبائث, أسند الله الفعل إلى القرية؛ لبيان تمكن أهلها في السوء، مع أنه فاحشة، ينكرها العقل السليم، ويأباها الذوق والعفاف، لكنهم لسوئهم كانوا يفعلونها جهرة، وبلا حياء أو تحرج، حتى إنهم شيدوا الأندية لإتيان الفاحشة فيها بصورة جماعية، يقول الله تعالى:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} ١.
وسيطرت هذه الفاحشة على نشاطهم وحياتهم، لدرجة أنهم كانوا يرصدون الطرق؛ أملا في العثور على رجل وافد يشبعون معه شهوتهم.
استمروا على ما هم عليه حتى أتاهم لوط -عليه السلام- ودعاهم إلى التوحيد، وترك ما هم عليه من فاحشة، وعدوان.
لم يهتموا بالدعوة، وكفروا بالله، واستمروا في غيهم حتى نزل بهم أمر الله؛ فأهلكهم ودمرهم.
وكما غيروا الفطرة، وقلبوها على غير وجهها، قلب الله عليهم قريتهم وجعل عاليها سافلها، ونجى الله لوطا -عليه السلام- ومن آمن به.