٣- الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، والبغي بغير الحق، والعدوان على الأنفس والأعراض، وإفساد الأخلاق بنشر الفواحش والآثام ما ظهر منها وما بطن، وهدم العمران بالجهل وعدم النظام، وإنقاص الحقوق، واللهو، والعبث، والعدوان.
٤- صَدّ الناس عن الخير والاستقامة، ويروي ابن عباس: أن مدين كانوا يجلسون في كل طريق ليخبروا المارَّة بأن شعيبا كذاب، ويخوفونهم إن اتبعوه، وقد يراد بالصراط الذي اتخذوه وسيلة للصد عن الحق أي وسيلة تمكنهم من ذلك حسية أو معنوية، ولا مانع من إرادة المعنيين معا.
٥- محاولة تشويه الحق، وتحويل الدين إلى منهج معوجّ وفق ما يشتهون ويريدون، وهو المراد من قوله تعالى:{وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا} .
ولهذا بعث الله لهم أخاهم شعيبا يدعوهم إلى التوحيد وحسن المعاملة ومكارم الأخلاق، فكان ما كان منهم.
يشير القرآن الكريم إلى أن شعيبا -عليه السلام- أُرسل لقبيلة مدين الذي هو منهم، يقول الله تعالى:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} , فهو أخوهم، كما يشير إلى أنه أُرسل لقبيلة أخرى عرفت بأصحاب الأيكة, كانت تجاور "مدين" وتشبهها في العروبة، والضلال، والفساد، يقول الله تعالى:{كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ} .
يذهب قتادة وغيره من المفسرين إلى أن أصحاب الأيكة ليسوا هم مدين، مستدلين بدليلين:
الأول: أن الله قال مع مدين: "أخوهم شعيب", ولم يذكر ذلك مع أصحاب الأيكة.
الثاني: أن الله أهلك مدين بالصيحة، وأهلك أصحاب الأيكة بالظلة، فهما قبيلتان مختلفتان.