للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقصها له، وعنها يقول الله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ١ ...

وقد فهم يعقوب -عليه السلام- من هذه الرؤيا البشارة بنبوة يوسف -عليه السلام- وعلم أن أمر الرسالة سينتقل من بعده له، فنصحه بعدم إخبار إخوته بهذه الرؤيا منعا للكيد، ومحافظة على المودة والألفة.

وإخوة يوسف الأحد عشر هم الأسباط، وعنهم عبرت الرؤيا بالكواكب، أما القمر فهو أبوه، وأما الشمس فهي أمه، أو خالته.

وقد راعت أقدار الله يوسف -عليه السلام- وأحاطته العناية الإلهية، فنشأ متمتعا بجمال فائق، عبر عنه النسوة بقولهن: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} ٢, وصار يضرب به المثل في الجمال.

يذكر السهيلي أنه كان على النصف من حسن آدم؛ لأن آدم بلغ نهاية الحسن٣ ...

وجاء في بعض الروايات أن أهل مصر أصابهم الجفاف في عصر يوسف، فكانوا ينسون جوعهم بالنظر إلى يوسف تلذذا بجماله وحسنه٤، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت يوسف ليلة أسري بي في السماء الرابعة" فقيل: كيف رأيته؟ قال: "كالقمر ليلة البدر" ٥.

وتميز يوسف -عليه السلام- بالرشد والفهم، يقول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} ٦.

واشتهر بصدق المعاملة، والإخلاص في عبادة الله، والاعتراف بالمعروف يسدى إليه، يدل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ٧.


١ سورة يوسف آية: ٤.
٢ سورة يوسف آية: ٣١.
٣ البداية والنهاية ج١، ص٢٠٥.
٤ مدرسة الأنبياء ص١٢٢.
٥ بصائر ذوي التمييز ج٦، ص٤٧.
٦ سورة يوسف آية: ٢٢.
٧ سورة يوسف آية: ٢٤.

<<  <   >  >>