٢- إن الله قرن اسمه وذكره باسم وذكر إسماعيل وإدريس -عليهم السلام- وهؤلاء أنبياء، فهو نبي مثلهم؛ لأن الغرض من الآية ذكر الفضلاء من عباده ليتأسى بهم الناس.
٣- إن السورة ملقبة بسورة الأنبياء, فكل من ذكره الله تعالى فيها، فهو نبي١.
يذكر الترمذي أن ذا الكفل من أنبياء بني إسرائيل, وبرغم أن الآيات لم تفصل في حركته بالدعوة، إلا أن الأوصاف التي أوردتها عنه -عليه السلام- تدل على ملامح دعوته، وأهمها:
- ذو الكفل: حيث تكفل بما عهد إليه، ووفى بكل ما كلف به، وذلك دليل على قيامه بأمر الدعوة والبلاغ؛ لأنها موضوع رسالته التي كلف بها، والقضية التي بعث لها، وكان عليه السلام يتكفل لكل إنسان بحاجته، فقصده أصحاب الحاجات، وبهذا سهل أمامه الاتصال بهم, ودعوتهم إلى الله تعالى.
- من الصابرين: وهذه صفة أساسية في نبوته، فبها يؤدي حق الله وحق الناس، ويتحمل كافة المعارضات والعداوات، التي توجه لشخصه، أو لكونه رسولا، أو لدعوته، من الضالين المكذبين على اختلافهم، وتنوعهم.
- من الأخيار: وخيرية الرسول دائما تكون لنفسه وللناس، وهو ينصحهم ويرشدهم، ويحاول إصلاح حياتهم وأخراهم، ويبصرهم بما يجب عليهم لله تعالى.
وهذه الملامح مستفادة من الصفات المذكورة، وأما بيان الوقائع الدالة عليها فلم يتكلم عنها المفسرون والمؤرخون، وكل ما فصل فيه البعض لا دليل عليه؛ ولذلك كان الاكتفاء بالإجمال أولى.