فبعث الله نوحا -عليه السلام- بدعوة الحق والهدى، فآدم أول الأنبياء، ونوح أول الرسل الدعاة.
وسوف أتتبع الأحداث، مكتفيا بتاريخ الرسل الذين ذكر القرآن الكريم أسماءهم، وسأخص كلا منهم برقم يتسلسل حتى أصل إلى رقم "٢٤" أربعة وعشرين.
ومن المعلوم أن القرآن الكريم أورد أسماء خمسة وعشرين رسولا، جمعهم قول الناظم:
في تلك حجتنا منهم ثمانية ... من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
إدريس، هود شعيب صالح وكذا ... ذو الكفل, آدم, بالمختار قد ختموا
وسيكون حديثي عن تاريخ دعوة الرسل متضمنا الموضوع والأحداث والمواقف, مع التعليق عليها بما يفيد الدعوة، أو يقدم للدعاة منهجا وطريقا، أو يساعد في هداية وخير للناس.
ولن أشير إلى الأحداث والوقائع التي لم يتكلم عنها القرآن الكريم، ولم تتناولها السنة النبوية إلا حين الحاجة إليها، وفي إطار الضوابط العلمية التي تجعلها مقبولة ونافعة.
ولن أقدم تاريخ دعوة كل رسول مرتبة الأحداث حسب تتابع وقوعها؛ لأن ذلك أمر غير ممكن، فوق أنه يقدم أحداثا لا تفيد الدعاة في حركتهم بالإسلام.
وحينما أحتاج لتفسير وبيان لنص قرآني، أو حديث نبوي، فسوف أرجع -بإذن الله تعالى- إلى المصادر الرئيسية المعتمدة؛ لأتجنب الإسرائيليات الدخيلة، والموضوعات الشاذة.
وبعد انتهائي من الحديث عن قصص الأنبياء، سأجمل القول في الجوانب المشتركة في الدعوات الإلهية، سواء كانت في الأصول، أو في المناهج، أو في الوسائل، أو في الأساليب، أو في الأحداث، أو في الأشخاص، أو في غير ذلك لما فيها من فائدة للمسلمين.
إن اشتراك الدعوات في مسألة واحدة دليل على تجذر هذه المسألة في حياة الناس، ولا بد أن يستفاد بها في مسار الدعوة الإسلامية.
وأسأل الله تعالى البصيرة والتوفيق,,,,