للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآدر -بمد الألف وفتح الدال وتخفيف الراء- معناها: انتفاخ في الخصية، وفي بعض طرق الحديث أنهم قالوا: إنه أبرص أو آدر، وقد برأ الله موسى من هذا العيب بطريقة حسية، وجعل القائلين به يرجعون عنه؛ ولذلك يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} ١.

الحادثة الثانية: ذبح البقرة

قتل أحد الإسرائيليين عمه ثم ألقاه على مجمع الطريق؛ ليرث أمواله، حيث لا ولد له، وأخذ يبكي ويصيح؛ بحثا عن القاتل ليخفي جريمته، وحتى لا يحرم من الميراث.

ودار على الناس يسألهم، وجاء لرسول الله موسى -عليه السلام- وقال له: إن عمي قُتل، وأتى إلى أمر عظيم، وإني لا أجد أحدا يبين لي قاتله غيرك يا نبي الله ... فنادى موسى في الناس: من كان عنده علم عن هذا فليبينه، فلم يكن أحد منهم عنده علم.

ومجيء القاتل لموسى استخفاف بموسى، وتكذيب لدعوته؛ لأنه لو كان مؤمنا مقدرا ما قتل قريبه، ولما جاء لموسى ... وانتظر الناس، وانضموا إلى جانب الرجل الباحث عن قاتل عمه.

فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم ليذبحوا بقرة, فتعجبوا وقالوا: جئناك لنعرف القاتل، تأمرنا بذبح بقرة، إنك تهزأ بنا، وتلعب بعقولنا ... فقال: أعوذ بالله أن أكون جاهلا وأهزأ بكم ... إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، وكان يمكنهم أن يذبحوا أي بقرة، لكنهم طلبوا من موسى أن يحددها لهم من ناحية عمرها، ولونها، وعملها ... فبين لهم أنها متوسطة العمر، لا هرمة ولا صغيرة، وسط بينهما، وأنها صفراء فاقع لونها، وأنها لا تعمل في السقي أو الحرث، فعرفوها، ووجدوا أنها مملوكة


١ سورة الأحزاب آية: ٦٩.

<<  <   >  >>