وبنهاية قارون يسجل القرآن الكريم نهاية أحد المفسدين، الذين حاربوا الله في الأرض، وسوف يلقى عقوبته الأشد في الآخرة، يقول الله تعالى:{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ١.
إن قصة قارون تعد نموذجا للإنسان، حينما تلعب به شهوة السلطة، أو شهوة المال. إن هذه الشهوة وأمثالها تدفع صاحبها إلى الانفصال عن أصله وتراثه، كما فعل قارون، فهو إسرائيلي، إلا أنه بغى عليهم بسبب المال والجاه الذي كان يعيشه مع فرعون، وأيضا فإنها تصيب الإنسان بالغرور، والكبرياء، والظلم، وتجعله ينسى الحقيقة، ولا يستجيب لداعيها، ولا يبحث عنها، وعلى العاقل أن يحذر من فتنة المال والقوة، وأن يؤمن بالله تعالى، ويقر له بالفضل، ويؤمن به، ويتوكل عليه؛ لينال نصيبه في الدنيا وفي الآخرة.