للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض أخبارهم عنه: والله ما كان إلا ساحرا، والسحر هو الكفر هنا، فنفى الله عن سليمان السحر، وبين أن الشياطين هي التي كفرت لأنها ألقت إلى الأحبار أن ما فعله سليمان كان سحرا، ولم يكن رسالة إلهية.

فنفى الله كفر سليمان، أو خطأ ما أنزل على الملكين، ولكن الذين كفروا هم هاروت وماروت الموجودان ببابل بأرض العراق، وقد كفروا بتعليم السحر ... ففي الآيات تقديم وتأخير، وهي كالتي: "وما كفر سليمان وما أنزل على الملكين، ولكن الشياطين هاروت وماروت كفروا يعلمون الناس السحر ببابل" فهاروت وماروت بدل الشياطين١.

ويذهب جمهور العلماء إلى أن السحر حقيقة لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ، ولقوله تعالى: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} ٢، ورأوا أن الساحر قد يتمكن من السيطرة على المسحور، وإلحاق الأذى به بإرادة الله تعالى.


١ تفسير القرطبي ج٢ ص٥٠.
٢ سورة الأعراف آية "١١٦".

<<  <   >  >>