للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مملكة يهوذا تصارع، وتناضل الآشوريين، وتحاول إبعادهم عن دولتهم١ ... وكان يأتيها بين الحين والحين نبي من قبل الله تعالى، يجدد لهم دعوة موسى عليه السلام ويذكرهم بنعم الله، ويخوفهم من عذابه ... لكن الإسرائيليين كعهدهم دائما، كانوا يكذبون الأنبياء، ويتهمونهم بالجنون، والسفه، حتى فعلوا ذلك مع أحد أنبيائهم "أرميا" عليه السلام وقيدوه وسجنوه.

واستمروا على ضلالهم، وإفكهم حتى نزل بهم وعد الله الذي أخبرهم الله به على لسان موسى عليه السلام يقول تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} ٢.

وفي عام ٥٩٦ قبل الميلاد، أغار بختنصر، ملك بابل عليهم بجنوده فدمر بلادهم، وخرب بيت المقدس، وساقهم إلى سجون بابل، ونفاهم بمملكته، واستعبدهم، فعاشوا مرحلة السبي البابلي، أذلاء، صاغرين.

وكان انتصار بختنصر عليهم هو المقصود من قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} ٣.

وبعد خمسين عاما من النفي، والتشريد، تغلب "كورش" ملك الفرس على البابليين، فأطلق سراح الإسرائيليين، وأعاد من بقي منهم إلى بيت المقدس، وساعدهم، فعادوا لبغيهم، وكفرهم بعد قرنين من الزمان عاشوها تحت السيطرة الفارسية، وكان أن جاء وعد الآخرة، فسلط الله عليهم ملكا من ملوك بابل هو


١ كانت عاصمة الشمال نابلس، وعاصمة الجنوب القدس، ويلاحظ أن مملكة يهوذا كانت صغيرة ومنحصرة في بيت المقدس وما حولها فقط.
٢ سورة الإسراء آية "٤".
٣ سورة الإسراء آية "٥".

<<  <   >  >>