للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن العبادة متعلقة بالألوهية، فالإله هو الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم، والإجلال، والإكرام، والخوف، والرجاء، ونحو ذلك.

وعلى العابد أن يعلم أن عبادة الله تكون بما أمر به، وشرعه، يقول تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ١.

إن العبودية الحقه تجعل صاحبها يؤمن بخيرية شرع الله؛ لأنه من الله، وذلك كاف في الإيمان، أما أن يجعل الخيرية خاضعة للمقارنة، والتنظير، فذلك أمر يضر الإيمان، ولا يفيد.

ليس من العبودية الصحيحة أن يعيش الإنسان التوحيد في عالم الثقافة النظرية، والفكر المجرد بعيدا عن التطبيق في عالم الواقع.

وليس من العبودية الصحيحة أن يحاول العابد إقناع نفسه بخيرية دينه بالمقارنة بالنظم الأخرى.... لأن مصدر الخيرية في الحقيقة هو الله تعالى، والمؤمن به لا يحتاج لمقارنة.

لقد أكرم الله رسله بهذه العبودية، فوصفهم بها، وكانوا أحق بها، وأهلها يقول تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ٢، ويقول تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ، إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} ٣، ويقول تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ


١ سورة الكهف آية "١١٠".
٢ سورة ص آية "١٧".
٣ سورة ص الآيات "٤٥-٤٧".

<<  <   >  >>