للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالطريق المشروع، ومما يؤكد هذا المقصد "لفظ الطهر" لأن لقاء البنات والنسوة لا يكون طاهرا إلا بالمشروع.

وهكذا اتجه لوط إلى تعليم قومه الأخلاق مع دعوتهم إلى التوحيد، ولا عجب فإن الرسل جميعا اهتموا بالأخلاق.

ومن بعد سيدنا لوط رأينا موسى عليه السلام يدعو إلى الأخلاق، ويقول لفرعون: {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} ١ فقد بين له أن الهدف هو أن يتطهر من دنس الكفر، والطغيان، عن طريق خشية الله وقد خاطبه بأسلوب الاستفهام، ليستدعيه بالتلطف في القول، ويستنزله بالمداراة من عتوه تنفيذا لقوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ٢.

وعيسى عليه السلام لما سأله أحد الفريسيين قائلا: "يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، هذه هي الوصية الأولى العظمى والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك، فبهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء"٣.

وهكذا دعاهم إلى الله ومكارم الأخلاق وقد وضح ذلك في القرآن الكريم وهو يحكي إجابة عيسى لله تعالى فيقول: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ٤.


١ النازعات الآيات "١٨، ١٩".
٢ سورة طه آية "٤٤".
٣ انجيل متى - الإصحاح الثاني والعشرين - فقرات ٣٧: ٤١".
٤ سورة المائدة آية "١١٧".

<<  <   >  >>