إن أهل الضلال في كل زمان، يعملون على يقظة قوى الشر في الإنسان بإباحة الفتنة، ونشر المغريات، وإشعال الغرائز في الإنسان، وتيسير إشباعها بالحرام، ليسهل لهم الإفساد، وإطفاء نور الله في الأرض.... وهم لذلك لا يملون، ولا يضيعون وقتا، أو فرصة.
وعلى المسلمين أن يعيشون هذا الوقع، ويخلصوا في خدمة الحق، ورفع الصواب والهدى، بكل ما أمكنهم من علم، وفقه، وعدة، وقوة.
إن على الدعاة التعامل مع جانب النفس المختلفة، فلا يهملون جانبا ما، ولا يركزون على جانب واحد؛ لأن التوازن يؤدي إلى الرضى، والطمأنينة.
وقد تعامل الرسل عليهم السلام مع الإنسان بحقائقه تلك، وعملوا على دعوته، والتسامى به نحو الخير.
لكن الإنسان مع الرسل لم يكن سويا، بعدما لعب به الشيطان الرجيم، وأضله في حياته كلها، وأبعده بعدا تاما عن هدى الله، ودينه القويم، ولذلك تغيرت صورة الإنسان قديما بعد أن ترك الفطرة، وتمادى في الغي والضلال، وغرته الحضارة والمدنية، بصورة جديدة، وطبع جديد.... كأنه الإنسان المعاصر، المفتون بالمخترعات المادية، وألوان اللذة، بعيدا عن قيود الحق، وتعاليم الدين.
ومن هنا كان الوقوف على طبائع الإنسان كما ظهرت خلال تعامل الأقوام مع الرسل له أهميته.... ومن هذه الطبائع ما يلي: