للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الله تعالى لم يترك منهج الحركة للرسل يتصرفون فيه باجتهادهم، بل أنزله عليهم، كما أنزل دينه، بوحي ثابت مقرر.

لو نظرنا إلى قصص القرآن الكريم، وهو يتناول دعوات الرسل عليهم السلام نلاحظ أنهم جميعا ساروا في خط واحد.

فكلهم: جاء لقومه بعد انحرافهم عن التوحيد، وضلالهم في عبادة غير الله.

وكلهم: ركز في دعوته على التوحيد الخاص، وضرورة قصر العبادة لله تعالى.

وكلهم: عاش بين قوم ضالين، متمسكين بما هم فيه، من كفر وضلال.

وكلهم: استمر في دعوته حتى اتضحت طبيعة الناس، وعاقب الله المكذبين بالإهلاك، ونجى المؤمنين من العذاب الأليم. خط الجميع واحد، ومنهجهم في الدعوة واحد أيضا.

وحينما يكون الرسل هم قدوة المؤمنين، والدعاة، وهو واجب، فإن الأمر يلزم الدعاة باتباع منهج الله في تبليغ دين الله للأسباب التالية:

أ- المنهج الإلهي في التبليغ هو المنهج الملائم للفطرة؛ لأنه من الله الخالق للناس، والخالق عليم بمن خلق، وحين يحدد منهج خطابه، فهو بلا شك خطاب مناسب.

ب- المنهج الإلهي في التبليغ كما هو مناسب للفطرة، هو مناسب للدين نفسه، وبه يحدث التناسب، والانسجام.

ج- إن منهج الله في التبليغ يجعل الدعاة في ثقة وهم يسيرون على خطى الرسل عليهم السلام، كما يدفعهم إلى التحمل، والصبر، وهو يواجهون أعداء الله في الأرض، الذين لا يتغيرون في مسلكهم، وعداوتهم، وإن تغير الزمان، وتغير المكان، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ

<<  <   >  >>