للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتميزوا بضخامة البدن، وقوة الجسم، وطول القامة، كما يدل عليه قوله تعالى:

{وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} ١.

{كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} ٢.

{كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} ٣.

فهم لطولهم يشبهون النخلة الخالية من فروعها التي تقطع ورقها، وبدل أن تستفيد القبيلة بما أفاء الله عليها من نعم في أبدانهم ومدنيتهم, انتكست في أخلاقها ودينها. فلقد اتصفت القبيلة بالكبر، والغرور، والظلم، والعدوان، يقول الله تعالى عن أخلاقهم: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} ٤.

يذكرهم الله تعالى بعدوانهم، وطغيانهم، وظلمهم للضعفاء، فيقول تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} ٥.

وقد ضلوا ضلالا كبيرا في دينهم، فهم أول من اتخذ الأصنام بعد قوم نوح، صنعوها، وعبدوها من دون الله تعالى، وضيعوا حق الله، وأنكروا القيامة والبعث، وقالوا: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} ٦، فنطقوا بمذهب الدهريين، الذين يقولون: ما هي إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، والأمر أنف، وليس في الأمر خالق قدير.


١ سورة الأعراف آية: ٦٩.
٢ سورة الحاقة آية: ٧.
٣ سورة القمر آية: ٢٠.
٤ سورة فصلت آية: ١٥.
٥ سورة الشعراء آية: ١٣٠.
٦ سورة "المؤمنون" آية: ٣٧.

<<  <   >  >>