للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأوحى الله إليه بأن القوم لن يؤمن منهم أحد بعد ذلك ...

ب- استمر مستمسكا بالخلق الكريم طوال دعوته، وكان يقابل السيئة بالحسنة، والعدوان بالعفو، والغضب بالحلم، وكان عليه السلام إذا رد شتائمهم يردها بأسلوب مهذب، وكلمات رقيقة، ينفي التهمة ولا يتهم ... فهم يتهمونه بالسفه، والجنون, والضلالة، فيرد عليهم قائلا: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ١.

ج- ركز خلال دعوته على قضيته، وفصل لهم في شأنها كل شيء، وناقشهم في معارضاتهم، وقدم لهم الأدلة والبراهين وفق مداركهم، وكان إذا تحدث معهم تحدث في معاشهم، ونشاطهم، ورقيهم، وحضارتهم، وربط ذلك بالخالق، الموجد، صاحب الفضل في ذلك كله، ومن أقواله لقومه ما حكاه الله عنه، قال تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} ٢.

وقال تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ٣، وقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} ٤.


١ سورة الأعراف آية: ٦٧.
٢ سورة الشعراء الآيات: ١٣٢-١٣٤.
٣ سورة الأعراف آية: ٦٩.
٤ سورة هود آية: ٥٢.

<<  <   >  >>