أي: ومِن هؤلاء المنافقين {الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} بالأقوال الرديَّة والعيب له ولدينه.
{وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}، أي: لا يُبالون بما يقولون من الأذية للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقولون: إذا بلغه عنَّا بعض ذلك جئنا نعتذر إليه فيقبل منا؛ لأنه أُذُنٌ، أي: يقبل كل ما يقال له لا يميز بين صادق وكاذب. وقصدهم -قَبَّحهم الله- فيما بينهم: أنهم غير مكترثين بذلك ولا مهتمين به؛ لأنه إذا لم يبلغه فهذا مطلوبهم، وإن بلغه اكتفوا بمجرد الاعتذار الباطل؛ فأساءوا كل الإساءة من أوجه كثيرة:
١ - أعظمها أذية نبيهم -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء لهدايتهم وإخراجهم من الشَّقاء والهلاك إلى الهدى والسعادة.
٢ - عدم اهتمامهم -أيضًا- بذلك، وهو قَدْرٌ زائد على مجرد الأذية.
٣ - قدحهم في عقل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم إدراكه وتفريقه بين الصادق والكاذب، وهو أكمل الخلق عقلًا وأتمهم إدراكًا وأثقبهم رأيًا وبصيرة، ولهذا قال تعالى:{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}، أي: يقبل من قال له خيرًا وصدقًا. [٢/ ٦٦٣].