للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٦٩

قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (٣٢)} إلى قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (٤٤)} [سورة الكهف].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

ففي هذه القصة العظيمة:

١ - اعتبار بحال الذي أنعم الله عليه نعمًا دنيوية؛ فألهته عن آخرته وأطغته، وعصى الله فيها: أن مآلها الانقطاع والاضمحلال.

٢ - وأنه وإن تمتع بها قليلًا، فإنه يُحرمها طويلًا.

٣ - وأن العبد ينبغي له -إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده- أن يضيف النعمة إلى مُولِيها ومُسديها، وأن يقول: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}؛ ليكون شاكرًا لله متسببًا لبقاء نعمته عليه؛ لقوله: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}.

٤ - الإرشاد إلى التسلي عن لذات الدنيا وشهواتها بما عند الله من الخير؛ لقوله: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}.

٥ - أن المال والولد لا ينفعان إن لم يُعينا على طاعة الله، كما قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [سبأ: ٣٧].

<<  <   >  >>