للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٥٩

قوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)} [سورة التوبة].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

وفي هذه الآيات:

١ - دليل على أن توبة الله على العبد أجل الغايات وأعلى النهايات؛ فإن الله جعلها نهاية خواص عبادة وامتن عليهم بها حين عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها.

٢ - لطف الله بهم وتثبيتهم في إيمانهم عند الشدائد والنوازل المزعجة.

٣ - أن العبادة الشاقة على النفس لها فضل ومزية ليست لغيرها، وكلما عظمت المشقة عظم الأجر.

٤ - أن توبة الله على عبده بحسب ندمه وأسفه الشديد، وأن مَنْ لا يبالي بالذنب ولا يُحرج إذا فعله- فإن توبته مدخولة وإن زعم أنها مقبولة.

٥ - أن علامة الخير وزوال الشدة إذا تعلق القلب بالله تعالى تعلقًا تامًّا، وانقطع عن المخلوقين.

<<  <   >  >>