« … فأمرهم الله بشكر نعمه التي أدرَّها عليهم من وجوه كثيرة؛ منها:
١ - هاتان الجنتان اللَّتان غالب أقواتهم منهما.
٢ - أن الله جعل بلدهم بلدة طيبة؛ لحسن هوائها، وقلة وخمها، وحصول الرزق الرغد فيها.
٣ - أن الله تعالى وعدهم -إن شكروه- أن يغفر لهم وَيرحمهم، ولهذا قال: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)}.
٤ - أن الله لما علم احتياجهم في تجارتهم ومكاسبهم إلى الأرض المباركة -الظاهر أنها: قرى صنعاء قاله غير واحد من السلف، وقيل: إنها الشام- هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم إليها بغاية السهولة من الأمن وعدم الخوف، وتواصل القرى بينهم وبينها؛ بحيث لا يكون عليهم مشقة بحمل الزاد والمزاد، ولهذا قال:{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ}، أي: سيرًا مقدرًا يعرفونه ويحكمون عليه؛ بحيث لا يتيهون عنه {لَيَالِيَ وَأَيَّامًا}. [٣/ ١٤١٢ - ١٤١٣].