للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدرس ٨٦

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)} [سورة سبأ].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

« … فأمرهم الله بشكر نعمه التي أدرَّها عليهم من وجوه كثيرة؛ منها:

١ - هاتان الجنتان اللَّتان غالب أقواتهم منهما.

٢ - أن الله جعل بلدهم بلدة طيبة؛ لحسن هوائها، وقلة وخمها، وحصول الرزق الرغد فيها.

٣ - أن الله تعالى وعدهم -إن شكروه- أن يغفر لهم وَيرحمهم، ولهذا قال: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)}.

٤ - أن الله لما علم احتياجهم في تجارتهم ومكاسبهم إلى الأرض المباركة -الظاهر أنها: قرى صنعاء قاله غير واحد من السلف، وقيل: إنها الشام- هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم إليها بغاية السهولة من الأمن وعدم الخوف، وتواصل القرى بينهم وبينها؛ بحيث لا يكون عليهم مشقة بحمل الزاد والمزاد، ولهذا قال: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ}، أي: سيرًا مقدرًا يعرفونه ويحكمون عليه؛ بحيث لا يتيهون عنه {لَيَالِيَ وَأَيَّامًا}. [٣/ ١٤١٢ - ١٤١٣].

• • •

<<  <   >  >>