للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٩٤

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)} [سورة محمد].

قال -رحمه الله-:

ثم ندبهم تعالى إلى ما هو الأليق بحالهم؛ فقال: {فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم ويجمعوا عليه هممهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه، {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي: جاءهم أمرٌ جد وأمر محتم، ففي هذه الحال لو صدقوا الله بالاستعانة به وبذل الجهد في امتثاله {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه:

١ - أن العبد ناقص من كل وجه لا قدرة له إلا إن أعانه الله؛ فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.

٢ - أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل ضعف عن العمل بوظيفة وقته وبوظيفة المستقبل، أما الحال فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره والعمل تبع للهمة، وأما المستقبل فإنه لا يجيء حتى تَفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه.

٣ - أن العبد المؤمل للآمال المستقبلة -مع كسله عن عمل الوقت

<<  <   >  >>