للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدرس ٧٢

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (١١٣)} [سورة طه].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب باللسان الفاضل العربي الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه ولا معناه، {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} أي: نوعناها أنواعًا كثيرة:

١ - تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام.

٢ - وتارة بذكر المَثُلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة.

٣ - وتارة بذكر آثار الذنوب وما تُكْسِبُه من العيوب.

٤ - وتارة بذكر أهوال القيامة وما فيها من المزعجات والمقلقات.

٥ - وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب، كل هذا رحمة بالعباد؛ {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الله، فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (١١٣)} فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم؛ فكونه عربيًّا، وكونه مصرفًا فيه {مِنَ الْوَعِيدِ} أكبر سبب وأعظم داع للتقوى والعمل الصالح، فلو كان غير عربي أو غير مصرف فيه لم يكن له هذا الأثر. [٣/ ١٠٤٥].

• • •

<<  <   >  >>