أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب باللسان الفاضل العربي الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه ولا معناه، {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} أي: نوعناها أنواعًا كثيرة:
١ - تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام.
٢ - وتارة بذكر المَثُلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة.
٣ - وتارة بذكر آثار الذنوب وما تُكْسِبُه من العيوب.
٤ - وتارة بذكر أهوال القيامة وما فيها من المزعجات والمقلقات.
٥ - وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب، كل هذا رحمة بالعباد؛ {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الله، فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (١١٣)} فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم؛ فكونه عربيًّا، وكونه مصرفًا فيه {مِنَ الْوَعِيدِ} أكبر سبب وأعظم داع للتقوى والعمل الصالح، فلو كان غير عربي أو غير مصرف فيه لم يكن له هذا الأثر. [٣/ ١٠٤٥].