للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٦٤

قال تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (٧٣) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْ‍ئا قَلِيلًا (٧٤) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥)} [سورة الإسراء].

قال -رحمه الله-:

وفي هذه الآيات:

١ - دليل على شدة افتقار العبد إلى تثبيت الله إياه، وأنه ينبغي له ألَّا يزال متملقًا لربه أن يثبته على الإيمان ساعيًا في كل سبب مُوَصِّل إلى ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الخلق- قال الله له: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْ‍ئا قَلِيلًا (٧٤)} فكيف بغيره؟!

٢ - وفيها تذكير الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- مِنَّته عليه وعصمته من الشر؛ فدل ذلك على أن الله يحب من عباده أن يتفطنوا لإنعامه عليهم -عند وجود أسباب الشر- بالعصمة منه والثبات على الإيمان.

٣ - أنه بحسب علو مرتبة العبد وتواتر النعم عليه من الله يَعظم إثمه ويتضاعف جرمه إذا فعل ما يُلام عليه؛ لأن الله ذَكَّر رسوله -صلى الله عليه وسلم- لو فعل- وحاشاه من ذلك- بقوله: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥)}.

<<  <   >  >>