للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٧٠

قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (٦٠)} إلى قوله تعالى: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (٨٢)} [سورة الكهف].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

وفي هذه القصة العجيبة الجليلة من الفوائد والأحكام والقواعد شيء كثير، ننبه على بعضه بعون الله:

١ - فمنها فضيلة العلم والرحلة في طلبه وأنه أهم الأمور، فإن موسى -عليه السلام- رحل مسافة طويلة، ولقي النَّصَب في طلبه، وترك القعود عند بني إسرائيل؛ لتعليمهم وإرشادهم، واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.

٢ - البداءة بالأهم فالأهم؛ فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك، والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم، والجمع بين الأمرين أكمل.

٣ - جواز أخذ الخادم في الحَضَر والسفر لكفاية المُؤن وطلب الراحة، كما فعل موسى.

٤ - أن المسافر لطلب علم أو جهاد أو نحوه إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه؛ فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، وإظهارالشوق لهذه العبادة الجليلة، كما قال موسى: {لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (٦٠)

<<  <   >  >>