وكما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه حين غزا تبوك بوجهه -مع أن عادته التورية- وذلك تبع للمصلحة.
٥ - إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره، لقول فتى موسى:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}.
٦ - جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس -من نصب أو جوع أو عطش- إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقًا؛ لقول موسى: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (٦٢)}.
٧ - استحباب كون خادم الإنسان ذكيًّا فطنًا كيِّسًا؛ ليتم له أمره الذي يريده.
٨ - استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعًا؛ لأن ظاهر قوله:{آتِنَا غَدَاءَنَا} إضافة إلى الجميع، أنه أكل هو وهو جميعًا.
٩ - أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله يُعان ما لا يُعان غيره؛ لقوله: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (٦٢)}، والإشارة إلى السفر المجاوز لمجمع البحرين، وأما الأول فلم يَشتك منه التعب مع طوله؛ لأنه هو السفر على الحقيقة، وأما الأخير، فالظاهر أنه بعض يوم؛ لأنهم فقدوا الحوت حين أووا إلى الصخرة، فالظاهر أنهم باتوا عندها، ثم ساروا من الغد، حتى إذا جاء وقت الغداء قال موسى لفتاه:{آتِنَا غَدَاءَنَا}، فحينئذ تذكر أنه نَسِيه في الموضع الذي إليه منتهى قصده.