للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠ - أن ذلك العبد الذي لقياه ليس نبيًّا، بل عبدًا صالحًا؛ لأنه وصفه بالعبودية، وذكر مِنَّةَ الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيًّا لذكر ذلك كما ذكره غيره، وأما قوله في آخر القصة: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}، فإنه لا يدل على أنه نبي، وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [القصص: ٧]، وقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل: ٦٨].

١١ - أن العلم الذي يُعلِّمه الله لعباده نوعان:

علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده، ونوع علم لدني؛ يَهبه الله لمن يمن عليه من عباده؛ لقوله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦٥)}.

١٢ - التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب؛ لقول موسى -عليه السلام-: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (٦٦)}؛ فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا؟ وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يُظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدًّا، فالذل للمعلم وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شيء للمتعلم.

١٣ - تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فإن موسى- بلا شك- أفضل من الخضر.

١٤ - تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مَهَرَ فيه، وإن

<<  <   >  >>