للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٨٩

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)} إلى قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَ‍ئَابٍ (٤٠)} [سورة ص].

قال -رحمه الله-:

فصلٌ فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان -عليهما السلام-

١ - أن الله تعالى يقص على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أخبار من قبله؛ ليثبت فؤاده وتطمئن نفسه، ويذكر له من عباداتهم وشدة صبرهم وإنابتهم ما يشوقه إلى منافستهم والتقرب إلى الله الذي تقربوا له والصبر على أذى قومه، ولهذا -في هذا الموضع- لما ذكر الله ما ذكر من أذية قومه وكلامهم فيه وفيما جاء به أمره بالصبر وأن يذكر عبدَه داود؛ فيتسلى به.

٢ - أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته؛ قوة القلب والبدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلة بالقوى المضعفة للنفس.

٣ - أن الرجوع إلى الله في جميع الأمور من أوصاف أنبياء الله وخواص خلقه، كما أثنى الله على داود وسليمان بذلك؛ فليقتد بهما المقتدون، وليهتد بهداهم السالكون؛ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠].

٤ - ما أكرم الله به نبيه داود -عليه السلام- من حسن الصوت العظيم؛ الذي

<<  <   >  >>