للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعل الله بسببه الجبال الصُّم والطيور البُهم يجاوبنه إذا رجَّع صوته بالتسبيح، ويُسبحن معه بالعشي والإشراق.

٥ - أن من أكبر نعم الله على عبده: أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله به على عبده داود -عليه السلام-.

٦ - اعتناء الله تعالى بأنبيائه وأصفيائه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته إياهم وابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، ويعودون إلى أكمل من حالتهم الأولى؛ كما جرى لداود وسليمان -عليهما السلام-.

٧ - أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى؛ لأن مقصود الرسالة لا يحصل إلا بذلك، وأنه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم ويبادرهم بلطفه.

٨ - أن داود -عليه السلام- كان في أغلب أحواله ملازمًا محرابه لخدمة ربه، ولهذا تسور الخصمان عليه المحراب؛ لأنه كان إذا خلا في محرابه لا يأتيه أحد، فلم يجعل كل وقته للناس مع كثرة ما يَرِد عليه من الأحكام، بل جعل له وقتًا يخلو فيه بربه وتَقر عينه بعبادته وتعينه على الإخلاص في جميع أموره.

٩ - أنه ينبغي استعمال الأدب في الدخول على الحكام وغيرهم، فإن الخصمين لما دخلا على داود في حالة غير معتادة ومن غير الباب المعهود- فزع منهم، واشتد عليه ذلك ورآه غير لائق بالحال.

<<  <   >  >>