للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٤٥

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (٨٨) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩)} [سورة الأعراف].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

قوله تعالى: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا}، أي: يمتنع على مثلنا أن نعود فيها، فإن هذا من المحال؛ فآيسهم -عليه الصلاة والسلام- من كونه يوافقهم من وجوه متعددة:

١ - من جهة أنهم كارهون لها مبغضون لما هم عليه من الشرك.

٢ - من جهة أنه جعل ما هم عليه كذبًا، وأشهدهم أنه إن اتبعهم ومن معه فإنهم كاذبون.

٣ - اعترافهم بمنة الله عليهم؛ إذ أنقذهم الله منها.

٤ - أن عودهم فيها بعد ما هداهم الله من المحالات بالنظر إلى حالتهم الراهنة وما في قلوبهم من تعظيم الله تعالى والاعتراف له بالعبودية، وأنه الإله وحده الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، وأن آلهة المشركين أبطل الباطل وأمحل المحال.

وحيث إن الله مَنَّ عليهم بعقول يعرفون بها الحق والباطل والهدى

<<  <   >  >>