للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٢٨

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣)} [سورة النساء].

قال -رحمه الله-:

أي: فإذا فرغتم من صلاتكم -صلاة الخوف وغيرها- فاذكروا الله في جميع أحوالكم وهيئاتكم، ولكن خُصَّت صلاة الخوف بذلك لفوائد:

١ - منها أن القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة إلى الله تعالى في المحبة وامتلاء القلب من ذِكره والثناء عليه، وأعظم ما يحصل به هذا المقصود: الصلاة؛ التي حقيقتها أنها صلة بين العبد وبين ربه.

٢ - أن فيها من حقائق الإيمان ومعارف الإيقان ما أوجب أن يفرضها الله على عباده كل يوم وليلة، ومن المعلوم أن صلاة الخوف لا تحصل فيها هذه المقاصد الحميدة بسبب اشتغال القلب والبدن والخوف، فأمر بجبرها بالذكر بعدها.

٣ - أن الخوف يوجب من قلق القلب وخوفه ما هو مظنة لضعفه، وإذا ضعف القلب ضعف البدن عن مقاومة العدو، والذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب.

٤ - أن الذكر لله تعالى مع الصبر والثبات سبب للفلاح والظفر بالأعداء،

<<  <   >  >>