للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٥٣

قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)} [سورة التوبة].

قال -رحمه الله-:

وفي هذه الآية الكريمة:

١ - فضيلة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بخصيصة لم تكن لغيره من هذه الأمة، وهي الفوز بهذه المنقبة الجليلة والصحبة الجميلة، وقد أجمع المسلمون على أنه هو المراد بهذه الآية الكريمة، ولهذا عدوا مَنْ أنكر صحبة أبي بكر -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- كافرًا؛ لأنه منكر للقرآن الذي صرح بها.

٢ - فضيلة السكينة، وأنها من تمام نعمة الله على العبد في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش لها الأفئدة، وأنها تكون على حسب معرفة العبد بربه وثقته بوعده الصادق، وبحسب إيمانه وشجاعته.

٣ - أن الحزن قد يَعرض لخواص عباده الصِّدِّيقين، مع أن الأولى إذا نزل بالعبد أن يسعى في ذهابه عنه؛ فإنه مضعف للقلب موهن للعزيمة. [٢/ ٦٥٥].

• • •

<<  <   >  >>