للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٨٠

قوله تعالى: {طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣)} [سورة القصص].

قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:

في ذكر بعض الفوائد والعبر في هذه القصة العجيبة:

١ - أن آيات الله تعالى وعبره وأيامه في الأمم السابقة إنما يستفيد بها ويستنير المؤمنون، فعلى حسب إيمان العبد تكون عبرته، وإن الله تعالى إنما يسوق القصص لأجلهم، وأما غيرهم فلا يَعبأ الله بهم، وليس لهم منها نور وهدى.

٢ - أن الله تعالى إذا أراد أمرًا هيأ أسبابه وأتى بها شيئًا فشيئًا بالتدريج، لا دفعة واحدة.

٣ - أن الأمة المستضعفة -ولو بلغت في الضعف ما بلغت- لا ينبغي لها أن يستولي عليها الكسل عن طلب حقها، ولا الإياس من ارتقائها إلى أعلى الأمور؛ خصوصًا إذا كانوا مظلومين، كما استنقذ الله أمة بني إسرائيل -الأمة الضعيفة- من أسر فرعون وملئه، ومكنهم في الأرض، ومَلَّكهم بلادهم.

٤ - أن الأمة ما دامت ذليلة مقهورة لا تأخذ حقها ولا تتكلم به، لا يقوم لها أمر دينها ولا دنياها، ولا يكون لها إمامة فيه.

٥ - لطف الله بأم موسى وتهوينه عليها المصيبة بالبشارة؛ بأن الله تعالى سيرد إليها ابنها، ويجعله من المرسلين.

<<  <   >  >>