للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرس ٩

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)} [سورة البقرة].

قال -رحمه الله-: يخبر تعالى بما منَّ به على عباده؛ بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة؛ لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان، وفيه تنشيط لهذه الأمة؛ بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها.

ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام؛ فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)}، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثالَ أمر الله واجتنابَ نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى:

١ - أن الصائم يترك ما حَرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه؛ متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها ثوابه؛ فهذا من التقوى.

٢ - أن الصائم يُدَرِّبُ نفسه على مراقبة الله تعالى؛ فيترك ما تَهوى نفسه مع قدرته عليه؛ لعلمه باطِّلاع الله عليه.

٣ - أن الصيام يُضَيِّق مجاري الشيطان؛ فإنه يَجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي.

<<  <   >  >>