يأمر تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمل في معانيه وتحديق الفِكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ولوازم ذلك:
١ - فإن في تدبر كتاب الله مفتاحًا للعلوم والمعارف، وبه يُستنتج كلُّ خير وتُستخرج منه جميع العلوم.
٢ - وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته؛ فإنه:
أ- يُعَرِّف بالرب المعبود وما له من صفات الكمال وما يُنَزَّه عنه من سمات النقص.
ب- ويُعَرِّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها وما لهم عند القدوم عليه.
ج- ويُعَرِّف العدو؛ الذي هو العدو على الحقيقه والطريق الموصلة إلى العذاب وصفة أهلها وما لهم عند وجود أسباب العقاب.
٣ - وكلما ازداد العبد تأملًا فيه ازداد علمًا وعملًا وبصيرةً؛ لذلك أمر الله بذلك وحَثَّ عليه، وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} [ص: ٢٩]، وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد: ٢٤].