للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يراه قومه بين أظهرهم صباحًا ومساءً وهو أمي لا يخطُّ ولا يقرأ، وهي موافقة لما في الكتب السابقة وماكان لديهم؛ إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون.

٤ - ينبغي البعد عن أسباب الشر وكتمان ما تُخشى مضرته؛ لقول يعقوب ليوسف: {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}.

٥ - أن نعمة الله على العبد نعمة على مَنْ يتعلق به من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، وأنه ربما شملتهم وحصل لهم ما حصل له بسببه، كما قال يعقوب في تفسيره لرؤيا يوسف: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ}، ولما تَمَّت النعمة على يوسف حصل لآل يعقوب من العِزِّ والتمكين في الأرض والسرور والغبطة ما حصل بسبب يوسف.

٦ - أن العدل مطلوب في كل الأمور؛ لا في معاملة السلطان رعيته فقط ولا فيما دونه، بل حتى في معاملة الوالد لأولاده في المحبة والإيثار وغيره، وأن في الإخلال بذلك يختل عليه الأمر وتفسد الأحوال، ولهذا لما قدَّم يعقوب يوسف في المحبة وآثره على إخوته جرى منهم ما جرى على أنفسهم وعلى أبيهم وأخيهم.

٧ - الحذر من شؤم الذنوب، وأن الذنب الواحد يستتبع ذنوبًا متعددة، ولا يتم لفاعله إلا بعدة جرائم؛ فإخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه احتالوا لذلك بأنواع من الحيل، وكَذَبوا عدة مرات وزَوَّروا على أبيهم في القميص والدم الذي فيه وفي إتيانهم عشاء يبكون.

<<  <   >  >>