للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عُبدت مع الله واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، ولا ينصرون مَنْ عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة؛ من جلب خير أو دفع شَرٍّ، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا الله وبطلان إلهية ما سواه.

٦ - اتفاق كُتُب الله على ذلك وتواطئها عليه.

٧ - أن خواص الخلق -الذين هم أكمل الخليقة أخلاقًا وعقولًا ورأيًا وصوابًا وعلمًا؛ وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيون- قد شهدوا لله بذلك.

٨ - ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته وبديع حكمته وغرائب خلقه.

فهذه الطرق -التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله وأبداها في كتابه وأعادها- عند تأمل العبد في بعضها لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك؛ فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت وقامت أدلة التوحيد من كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد؛ بحيث يكون كالجبال الرواسي لا تزلزله الشُّبه والخيالات، ولا يزداد -على تكرر الباطل والشُّبه- إلا نموًّا وكمالًا.

<<  <   >  >>