للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل الذي هو الترك، فلم يوفقوا للقيام بما أمروا به، ويستدل بهذا على أهل الكتاب بإنكارهم بعض الذي قد ذكر في كتابهم أو وقع في زمانهم أنه مما نسوه.

٥ - الخيانة المستمرة التي {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}، أي: خيانة لله ولعباده المؤمنين، ومن أعظم الخيانة منهم: كتمهم الحق عمَّن يعظهم ويُحسن فيهم الظن الحق وإبقاؤهم على كفرهم؛ فهذه خيانة عظيمة.

وهذه الخصال الذميمة حاصلة لكل من اتصف بصفاتهم؛ فكل من لم يقم بما أمر الله به وأُخذ به عليه الالتزام- كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب ونسيان حظ مما ذُكِّر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة؛ نسأل الله العافية.

وسمى الله تعالى ما ذكروا به حظًّا؛ لأنه هو أعظم الحظوظ، وما عداه فإنما هي حظوظ دنيوية؛ كما قال تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩)} [القصص: ٧٩]، وقال في الحظ النافع: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)} [فصلت: ٣٥]. [١/ ٤٠٦ - ٤٠٧].

• • •

<<  <   >  >>