للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة على الإكثار من المعاصي إذا لم يُردعوا عنها؛ فيزداد الشر وتعظم المصيبة الدينية والدنيويه، ويكون لهم الشوكة والظهور، ثم بعد ذلك يضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر؛ حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أولًا.

٤ - أن في ترك الإنكار للمنكر يندرس العلم ويكثر الجهل، فإن المعصية مع تكرارها وصدورها من كثير من الأشخاص وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها يُظن أنها ليست بمعصية، وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة، وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله حلالًا، وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقًّا؟!

٥ - أن بالسكوت على معصية العاصين ربما تزينت المعصية في صدور الناس واقتدى بعضهم ببعض؛ فالإنسان مولع بالاقتداء بأضرابه وبني جنسه.

فلما كان السكوت عن الإنكار بهذه المثابة نَصَّ الله تعالى أن بني إسرائيل -الكفار منهم- لعنهم بمعاصيهم واعتدائهم، وخص من ذلك هذا المنكر العظيم {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)}. [١/ ٤٣٩ - ٤٤٠].

• • •

<<  <   >  >>