للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسأل عن قوله: «إلا شيئًا» كم هو؛ فإن هذا يجعل على ما يتصرف في كلام الناس، ويحسن في لفظهم، ويجري في قولهم، إلا أن الله جل وعز قال: {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} [العنكبوت: ١٤] فخذه بما يحسن من كلام الناس ويجري بينهم، وارم به الأقصى من ذلك، فقد يحسن في الألف إلا (شيئًا أن) يكون إلا خمسين وإلا سبعين وإلا ثمانين وإلا تسعين ـ وهو الأقصى ـ ولا يكون إلا مائة، لا تجد أحدًا يقول له عندي ألف إلا مائة، هذا محال فاحمله على أقصى ذلك، وأقصاه عندنا تسعون في الألف.

وإذا قال: له عندي عشرة آلاف إلا شيئًا، فاطرح بإلا مائة، فإنه أقصى ذلك في الكلام.

وإذا قال له: عندي مائة إلا شيئًا فاطرح بإلا تسعة، فإنه أقصى الشيء؛ لأنه قد يقال: له عندي مائة إلا درهم، وإلا ثلاثة، وإلا خمسة، إلى تسعة وهو الأقصى، ولا يقول أحد إلا عشرة، لأنه يقول: له عندي تسعون. إن شاء.

قال: وإذا قال له: عندي درهم إلا شيئًا، أو درهمان إلا شيئًا، فاطرح بإلا ثلث درهم، وهو الأقصى في مثل هذا، ما بينك وبين الخمسة عشر لا يحسن هاهنا في قوله إلا شيئًا إلا أن يكون درهما.

فأما في العشرين والثلاثين والأربعين فعلى قدر ما يجتهد فيها المجتهد أن يكون، إلا درهما وإلا درهمين وإلا ثلاثة في الثلاثين والأربعين والخمسين، وأربعة فيما فوق ذلك، ولا نراه خمسة ولا أكثر.

<<  <   >  >>