من معانيها, فاعتمدته في استخراج الصواب منه, وهو مرادي بالرمز الآتي: بحرف الشين, كما رمزت إلى القاموس بالقاف، واقتصرت على ذكر الصواب في هذا الجدول, رامزًا لعدد الصفحة أو السطور بالرقم الهندي، وللسطر بحرف السين بعد عدد الصفحة, وكذا كل عدد ذكرته مجردًا عن السين فهو للسطر من الصفحة المتقدم عددها أول السطر, ربما ذكرت كلمة الخطأ المطبوعة مسبوقة بالنفي؛ ليعتمد من يريد التصحيح بنسخته, على ما ذكره الفقير نصر الهوريني -عفا الله عنه.
ولعل ما يدل على دقة التصحيح, وما يلاقيه المصححون من عناءٍ, ما صادف الهوريني في تصحيح هذا الكتاب؛ إذ فطن لخطأٍ دقيقٍ لا يهتدي إليه إلّا ذوو البصر بأسرار اللغة الواسعة الاطلاع, والثقافة العربية.
وتفصيل ذلك أنه جاء في ترجمة تمام بن غالب التياني الأندلسيّ اللغويّ, أنه ألَّفَ كتابًا اسمه "الموعب "بفتح العين" فوردت في بعض الكتب مثل "وفيات الأعيان" و"المزهر" بسقوط لفظ "الموعب" فظنها بعضهم "تنقيح العين" إشارةً إلى كتاب الخليل في اللغة, ولكن تمامًا ليس له مؤلف بهذا الاسم, وكتابه في اللغة يدعى "الموعب" -بفتح العين, وهكذا كانت العبارة في الأصل, فسقطت من الناسخ كلمة الموعب, فالتبس الأمر على بعض المصححين, وظن أن اسم الكتاب "تنقيح العين".
وقد فطن أبو الوفا الهوريني لذلك في تقديمه للمزهر, فقال في ص٤٤ س٢٤: الذي سماه "الموعب" -بفتح العين- لفظ الموعب سقطت من خط المؤلف, كما يدل عليه كلامه بعد, ثم نبه لمن دفع في هذا الخطأ كابن خلكان وغيره.
ومماصححه الجزء الثاني من "الفتاوى الحامدية" لابن عابدين في الفقه, وديوان ابن هانئ الأندلسيّ, وأتم تصحيحه ببولاق في آخر جمادى الأولى سنة ١٢٧٤هـ.