للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكاملة والحرية الشاملة والفرار من البغي، وكثيرا ما أذكت الشعور خطابة الخطباء في المحافل والمجتمعات، وهيأت الأذهان قصائد الشعراء ومقالات الكتاب، ومما لا ريب فيه أن هؤلاء الذين هزوا الأفكار، وأيقظوا العقول وحضوا على الحرية إنما هم خطباء الأزهر وشعراؤه وكتابه.

وكانت لمدرسة الأفغاني ودعوته إلى الحرية ومشايعة تلامذته له أمثال "الشيخ محمد عبده" و"سعد زغلول" و"النديم" و"الهلباوي" أثر خطير في تهيئة أهله ومحاربتهم بشتى الوسائل ومختلف الأساليب.

أحمد عرابي باشا:

وكان ظهور "أحمد عرابي" من الأساليب المباشرة في ظهور الثورة، ولا غرو فهو حامل لوائها وقائد زمامها وإلى اسمه نسبت، وفي شخصه تمثلت١

كان أحمد عرابي ضيف الثقافة لم ينل منها إلا حظا يسيرا، ولم يتوفر على دراسة خاصة حينا من الزمان تكفل له اللحاق بالزعماء الواسعي الثقافة والإدراك، فقد حفظ القرآن في صغره، وأخذ عن أخيه الأكبر مبادئ الحساب وتحسين الخط ثم تلقى بعض اللغة والعلوم الشرعية في الأزهر، على أنه لم يكمل علوم الأزهر فإن مدة تحصيله فيه لم تزد على أربع سنين٢.

ذلك هو حظ عرابي من الثقافة في صغره، ولم يلتحق بعد هذه الفترة بمعهد أو بمدرسة ولم يتوفر على دراسة خاصة يكون لها أثر في نفسه بل انقطع عن التعليم إلى أن اقترع، ومضى في مراتب الجندية فكل ما تقف به إنما هو من ثقافة الأزهر، فإذا نسبت الثورة إلى زعيمها، واقترنت باسمه وأضيف إليه ما خلفته من آثار فكرية وأدبية، فإن الثورة العرابية المنسوبة إلى عرابي الأزهري، أزهرية في قيادتها ونتائجها الأدبية.


١ الثورة العرابية لعبد الرحمن الرافعي بك ص٧٧.
٢ الثورة العرابية لعبد الرحمن بك الرافعي ص٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>