للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما تألفت وزارة البارودي انضم إليهم بكل قواه، وقد أصبح من ذلك الحين من زعماء الثورة١.

وكان زعماء الحزب الذين التفوا حول عرابي باشا ينظرون إلى "الشيخ محمد عبده" نظرهم إلى معلمهم وقائدهم، ويحلفون يمين الطاعة للوطن وما فيه نفعه بين يديه، حتى إنه اعتبر زعيما من زعماء الثورة كعبد الله نديم وغيره من الزعماء المشهورين٢، كما وجدت هذه الثورة أكبر عضد من فحول الأزهر إذ ذاك أمثال الشيخ عبد الكريم سلمان، وإبراهيم الهلباوي، وعبد الله فكري على تفاوت في الأسلوب، ومن نجا من المحاكمة فلبراءته في الظاهر على رغم اشتراكه في الثورة٣.

وقد أودع السجن للمحاكمة فريق من الأزهريين الثائرين الذين أمدوا الثورة -العرابية ببيانهم، ورأيهم، وجهدهم من أمثال "الشيخ محمد عليش"، ونجلهما "الشيخ عبد الرحمن عليش" والشيخ حسن العدوي" "والشيخ محمد أبو العلا الخلفاوي" العضو الأول بالمحكمة إذ ذاك، والشيخ "أحمد المنصوري" والشيخ "أحمد عبد الغني" المدرسين في الأزهر، والشيخ "محمد جبر"، والشيخ "أحمد البصري"، والشيخ "أحمد السملوطي"، وكثير غيرهم.

هؤلاء أججوا جمرات الفكر في الثورة العرابية، وألهبوا الشعور بآيات من البيان فخطبوا الخب الحماسية، وأذاعوا النداءات الثائرة، ونظموا الشعر الصوال، فلا عجب أن يكون كل ما أنتجته الثورة العرابية من أدب خصب إنما هو من ثمرات الأزهريين، ونتائج قرائحهم وفيض بيانهم.


١ الثورة العرابية لعبد الرحمن الرافعي بك ص٥٤٠.
٢ الإسلام والتجديد ص٥١.
٣ الهلباوي وعبد الله فكري كل منهما أزهري النشأة والثقافة، وسنبين ذلك في موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>