للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأثر مصطفى كامل النديم:

لا ريب في أن كثير من الناس قد تأثر بالنديم في دعوته، وأنه جذب إليه جمهرة ممن وجدوا فيه مثلا لجهارة الرأي وفصاحة القول، فمثل "النديم" من يكون مدرسة يتخرج فيها الناهضون، ولقد كان ممن أوحى النديم إليهم، ولقنهم مضاء العزم الزعيم الشاب المغفور له "مصطفى كامل"، فقد عرف "النديم" فيه روح الثورة، وطالعته من مواهبه أمارات الزعامة، واستهوى "النديم" جمهرة من الشباب الأحرار، كان "مصطفى كامل" في طليعتهم وفي مقدمة الذين وثقوا اتصالهم به، وكان من نتائج هذا الاتصال أن اكتسب "مصطفى" بعض صفات النديم، وتلقى عنه فكرة الاتفاق مع الخديو حتى تسهل الدعوة إلى الاستقلال، وكان من أول ثمرات هذه الفكرة أن أقيم احتفال سنوي في عيد الجلوس١.

ويقول تشارلز آدمس: لما عاد "السيد عبد الله النديم" من "يافا" في المرة الأولى سنة ١٨٩٢ سمع "بمصطفى كامل"، الذي كان حينذاك طالبا بدأ يحرر في الصحف ويهيج الطلاب، فبحث السيد "عبد الله نديم" عن ذلك الوطني الشاب وقص عليه قصته، وروى ما مر عليه من حوادث، وليس من شك في أنه غرس في نفسه آراءه المتطرفة٢.

خطابته:

كان "النديم" خطيبا مفوها بليغ التأثير نافذ القول قوي الأداء جهير الصوت، يرتحل فلا يعجبه الارتجال ويفجؤه الموقف فلا يزيده إلا حسنا، يملك مشاعر السامعين بحسن أسلوبه وعذوبة صوته، ولا غرو أن لقب بحق


١ تراجم مشاهير الشرق لجورجي زيدان بك ج١ ص٢٨٩ و٣٠١.
٢ الإسلام والتجديد ص٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>